مدونات
يونيو 27, 2024
تكيف صناعة العقارات مع الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي
لا يمكن إنكار التغير الجذري الذي أحدثه الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي في حياة الإنسان. فنلاحظ في الآونة الأخيرة تحويل المهام اليومية الخاصة بالأنشطة التجارية والأعمال نحو التشغيل الآلي بهدف زيادة الكفاءة وتوفير الموارد المهمة مثل الوقت والطاقة. مما شكل ارتفاعًا في الانتقال نحو تقنيات التشغيل الآلي والذكاء الاصطناعي في قطاعات الأعمال.
ولا تختلف صناعة العقارات عن غيرها من الأعمال التجارية. حيث قدمت الاتجاهات التقنية في عالم العقارات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي حلولاً للتحديات والصعوبات التي تعيق النظام التقليدي لإدارة العقارات والتعاملات العقارية. ليظهر تأثير التحول الهائل والكبير الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي لهذا القطاع العقاري.
وبالإضافة إلى قدرة التكنولوجيا في العقارات على زيادة المبيعات، فهي تقدم الراحة لمطوري العقارات وتجعل حياتهم أسهل بكثير.
اعتماد مستقبل صناعة العقارات على أحدث اتجاهات التكنولوجيا
يعتمد مستقبل صناعة العقارات على اتجاهات التكنولوجيا الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وإنترنت الأشياء والواقع المعزز والواقع الافتراضي، إضافةً إلى تكنولوجيا بلوك تشين وتطبيقات الهاتف المحمول التي صنعت نقلةً نوعيةً في طريقة عمل صناعة العقارات. ليظهر ما يدعى بالتكنولوجيا العقارية، وهو عبارة عن مجال جديد وناشئ يجمع بين “الملكية” و”التكنولوجيا”.
حيث يشير هذا المصطلح إلى دمج التقنيات العقارية المتقدمة، بما في ذلك الحوسبة السحابية، وحلول الهاتف المحمول، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، لتحقيق نتائج وحلول متطورة مع هذا الاندماج تهدف إلى تعزيز كفاءة الرواد الفاعلين في صناعة العقارات. وهنا سنذكر بعض الاتجاهات التكنولوجية الهامة في صناعة العقارات:
البيانات الضخمة والتحليلات
برز استخدام المعلومات التاريخية ومعلومات الوقت الفعلي من خلال البيانات الضخمة والتحليلات كتكنولوجيا هامة في مجال العقارات. حيث تُقدم هذه الطريقة المتقدمة رؤى قيّمة يما يتعلق بالأنماط والاتجاهات والبيانات الديموغرافية والأمور المتعلقة بالتسعير والقيمة المحتملة المرتبطة بمواقع محددة. كما يعد إجراء تحليل دقيق لهذه البيانات أمرًا بالغ الأهمية لأنه يعطي العملاء معلومات أساسية حول أسعار العقارات وقيمتها المتوقعة.
الواقع الافتراضي والواقع المعزز
تستفيد الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا العقارات من تقنيات الواقع الافتراضي/الواقع المعزز التي تُحدث ثورةً في تجربة البحث عن العقارات عبر الإنترنت. مما جعل العثور على عقارات قريبة ومناسبة أمرًا سهلًا وممتعًا للغاية وعلى بعد لمسة واحدة فقط بفضل هذه التقنيات المتطورة. إذ نلاحظ في الآونة الأخيرة انتشار الجولات الافتراضية التي تقدم فرصةً للمشترين المُحتملين لاستكشاف الخيارات المتاحة والمناسبة لمتطلباتهم بشكل افتراضي دون التواجد فعليًا في الموقع. وليس فقط المُشترين، بل يستفيد مديرو العقارات أيضًا من هذا الاتجاه الصاعد حديثًا في تكنولوجيا إدارة الممتلكات، فلا حاجة بعد الآن إلى ضرورة وضع تعليمات شاملة وجولات مفصلة في المواقع؛ وبدلاً من ذلك، يمكن لجولة افتراضية بسيطة أن تُرشد العملاء المُحتملين بشكل تفصيليّ وبكل سهولة وراحة.
تكنولوجيا بلوك تشين
في السابق وقبل دخول التكنولوجيا إلى عالم العقارات، لم تكن معاملات الأصول عالية القيمة مثل العقارات تكتمل عن طريق القنوات الرقمية. حيث كانت تتم هذه الأنواع من المعاملات عادةً بشكل شخصي خارج العالم الرقمي، كما تضمنت مشاركةً بين كيانات متعددة.
إلى أن دخلت تكنولوجيا بلوك تشين في عالم العقارات – يُقصد بها إلغاء الحاجة إلى الوسطاء واستبدالهم بكتل بيانات مرتبطة باستخدام التشفير، وأحدثت ثورةً في الصناعة من خلال السماح بالترميز والتداول، على غرار العملات المشفرة. فشهد مجال العقارات تطورًا نوعيًا غير مسبوق بفضل قوة إمكانيات تكنولوجيا بلوك تشين المؤثرة بشكل هائل. علاوةً على ذلك، يمكن استخدام هذه التكنولوجيا للتحقق من المعاملات المشفرة وبالتالي حماية السجلات المالية من العبث أو الأنشطة الضارة.
تطبيقات الموبايل
تطورت صناعة العقارات باعتمادها تطبيقات الهاتف المحمول المريحة، فهي تقدم العديد من الخيارات المتنوعة لشراء وبيع والبحث في العقارات إضافةً إلى تسهيل التواصل مع الوكلاء. حيث نتج عن الاتصال الافتراضي بين المُشترين والبائعين تبسيط العملية بجميع جوانبها مع تعزيز الشفافية. بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى الخدمات في أي وقت ومن أي مكان بواسطة موقع سريع الاستجابة يلبي احتياجات العملاء أثناء التنقل. وبناءً على ذلك، يمكن للاستثمار في تطوير التطبيقات العقارية أن يعزز تجربة العملاء من خلال مواقع سهلة الوصول.
الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML):
أصبحت أيام البحث الشاق والمعاينة والشراء والبيع في عالم العقارات ذكريات قديمة، فلدينا الآن حلول تتغلب على هذه التحديات بفضل التكنولوجيا المبتكرة في العقارات. ومن خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، يمكن تحويل البيانات الأولية إلى أفكار قابلة للتنفيذ وبالتالي عمليات مبسطة للعملاء – كما تميّزت قدرات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي بشكل بارز وبشكل أسرع من أي وقت مضى، عبر مجموعةٍ كبيرةٍ ومتنوعةٍ من التطبيقات المستخدمة اليوم – فهي وبالإضافة إلى إحداث ثورة في كفاءة العمليات العقارية، تميّزت بشكل خاص بتلبية الاحتياجات المتطورة لجيل الألفية الحالي وجماهير جيل الشباب على حد سواء؛ مما يجعلها في النهاية نقطة تحول محورية في هذه الصناعة.
ما هي التحديات التقليدية التي تواجه وكلاء العقارات عند شراء العقارات
يمتلئ النظام العقاري التقليدي بالصعوبات والتحديات الهائلة أمام الوكيل العقارات، وذلك بسبب الفجوات في الاتصال والتجزئة في رؤى البيانات. فيمكننا القول أن الصعوبات في البحث عن العقارات تعد أبرز المشكلات والعوائق التي تواجه أولئك الوكلاء عند شراء العقارات لأنها تستغرق وقتًا طويلاً وبسبب كونها عمليةً مفصلةً، إضافةً إلى تقييم العقارات وعرضها، والإجراءات اليدوية التي تستغرق وقتًا طويلاً لتقييم الأهلية المالية، والتحديات في تقديم العروض والتفاوض بسبب تحليلات السوق غير السليمة أو غير الكافية، ومعالجة وتتبع معاملات الضمان، ومراجعة المستندات القانونية وضمان الدقة والشفافية في معاملات الإفصاح الختامي. كما يقدم الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي مثل تطبيقات الهاتف المحمول وبرامج إدارة علاقات العملاء (CRM) وتقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي حلولاً فعالة بالإضافة إلى تقليل التحديات التي تواجه صناعة العقارات بكفاءة.
اقرأ المزيد: كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لشراء/بيع العقارات؟
الذكاء الاصطناعي والتقنيات التكنولوجية التي تعزز وتُكمل عيوب أنظمة صناعة العقارات
تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل نماذج التقييم الآلي (AVMs)، ومعالجة اللغات الطبيعية (NLP)، والرؤية الحاسوبية، والشبكات العصبية والتعلم العميق، وغيرها من التقنيات على تعزيز أداء أنظمة صناعة العقارات ومعالجة عيوبها بشكل فعّال. كما يمكنك الحصول على رؤى تفصيلية حول سلوك العميل ومشاعره لتلبية احتياجاته بدقة من خلال استخدام خوارزميات تحليل المشاعر.
كيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في صناعة العقارات لتحقيق الدقة والفعالية في اتخاذ القرارات؟
تتضمن السطور التالية خطوات مساعدة لمطوري العقارات من أجل تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في أعمالهم مع شرح طريقة سير العمل لتحقيق الكفاءة بأفضل النتائج:
- بدايةً، يجب تحديد الأهداف والغايات، وتقييم وظائف محددة لمؤسستك العقارية ليثبت الذكاء الاصطناعي جدارته واستحقاقه للمهمة، مثل جذب العملاء المحتملين، أو تقييم العقارات، أو مساعدة العملاء، أو التحليلات التنبؤية.
- ثانيًا، استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال، وذلك عن طريق الفهم الشامل لمتطلبات البيانات مثل سجلات الممتلكات، واتجاهات السوق ذات الصلة، وميول العملاء من بين العديد من الأشياء الأخرى.
- ثالثًا، تشكيل فريق ماهر من خلال جمع الأفراد الذين يتمتعون بمعرفة متخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والعقارات.
- رابعًا، الاستثمار في جودة بياناتك، فهو أمر ضروري وهام، ويكون ذلك بالتحقق من أنها دقيقة وحديثة، لأنها تلعب دورًا فائق الأهمية في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال.
- خامسًا، من المهم مراعاة تنفيذ التحليلات التنبؤية من خلال الذكاء الاصطناعي، فهي تُمكنك من التنبؤ باتجاهات السوق، وأسعار العقارات، وسلوك العملاء.
- سادسًا، تأكد من دمج الذكاء الاصطناعي في جهودك التسويقية لإنشاء حملات فردية ومركزة. واستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل تفضيلات العملاء وإجراءاتهم لتحسين فعالية استراتيجيات التسويق.
- إضافةً للخطوات السابقة، يجب تعزيز التفاعل بين العملاء وروبوتات الدردشة، وذلك بالاستفادة من روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي واستخدامها للتعامل مع استفسارات العملاء.
- ننصحك أيضًا بدمج مساعدين افتراضيين في عملية البحث عن الممتلكات عن طريق إنشاء أو إدراج مساعدين افتراضيين ممكّنين لـ NLP (معالجة اللغة الطبيعية)، مما يُمكن للعملاء من إيجاد العقارات التي تتوافق مع تفضيلاتهم بسهولة.
- يمكنك كذلك الأخذ بعين الاعتبار استخدام الذكاء الاصطناعي في تقييم الممتلكات من خلال استكشاف الخوارزميات المختلفة، بهدف تحليل العوامل المتعلقة بالعقار مثل الموقع والمرافق واتجاهات السوق والبيانات التاريخية لتقديم تقييمات أكثر دقة.
- وأخيرًا، يجب مراقبة عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها بشكل منتظم، مع الاستعداد لإجراء التعديلات عليها. فمع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، لا بدّ من مواكبة أحدث التطورات لتحافظ على قيمة أنظمتك في عالم العقارات الحافل بالتحولات.
في حين أن التدريب والتعليم مطلوبان لتثقيف فريقك حول كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بكفاءة، فلا يُمكن إنكار أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة مفيدة لشركتك تهدف إلى زيادة عائد الاستثمار الخاص بك، وتبسيط عمليات شركتك بكفاءة، وإرضاء عملائك بتجربةٍ جيدةٍ ومخصصة.
ولا شكّ أن التخصيص الدقيق لتجارب العملاء، والبحث الصوتي، ووسائل المساعدة، إلى جانب تحليل المشاعر التفصيلي من خلال استخدام خوارزميات معالجة اللغات الطبيعية (NLP)، وتصوّر البيانات، وغيرها من التقنيات المتقدمة، هي أمور ممكنة فقط في صناعة العقارات بسبب التقدم التكنولوجي. فلم يكن الوصول إلى الرؤى التفصيلية بهذه الطريقة الفعّالة ممكنًا في السابق عند استخدام النظام العقاري التقليدي. إلى حين ظهور الذكاء الاصطناعي، حاملًا معه طريقةً للبناء والعيش ليست مستدامة وصحية فقط، بل أيضًا موفرة للطاقة وفعّالة في عالم العقارات المزدحم.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
بالنقر فوق كلمة اشتراك، ستكون قد وافقت على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية الخاصة بنا.